أخبار الامارات

مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تعزّز ريادتها بتنظيم دورة متخصصة في “العلاج باللعب”

الإمارات العربية المتحدة – دبي /

أكدت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال ريادتها الوطنية في تبني وتطوير أحدث الممارسات العالمية في مجال الرعاية والتأهيل النفسي والاجتماعي عبر تنظيم دورة تدريبية متخصصة في برنامج “العلاج باللعب”، خلال الفترة من 22 إلى 24 سبتمبر الجاري في فندق فيدا كريك بيتش بدبي، بمشاركة نخبة من الجهات القانونية، والصحية، والتعليمية، والاجتماعية والإنسانية، والشرطية والعاملين في مؤسسات الرعاية والدعم على مستوى الدولة.

وقالت سعادة شيخة المنصوري، المدير العام للمؤسسة بالإنابة، إن مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال كانت من أوائل الجهات التي بادرت منذ سنوات إلى إدخال برنامج العلاج باللعب ضمن منظومتها التأهيلية، إدراكًا منها لأهميته كأداة علاجية فعّالة في دعم الأطفال ضحايا الإساءة، مشيرة إلى أن تنظيم هذه الدورة يجسّد التزام المؤسسة الراسخ بمواصلة الاستثمار في تطوير قدرات الكوادر الوطنية، وتطويع التجارب العالمية بما يخدم احتياجات المجتمع المحلي، ويعزز رسالتها في حماية الأفراد ودعم الأسر وترسيخ التماسك المجتمعي.

وأضافت المنصوري أن “العلاج باللعب لم يعد مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبح وسيلة علاجية متقدمة تساعد الأطفال على تجاوز الصدمات، وبناء الثقة بالنفس، وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي”، مؤكدة أن ما تقوم به المؤسسة اليوم يمثل استثمارًا نوعيًا طويل الأمد في تأهيل الأخصائيين وفق أرقى المعايير العالمية.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل في المؤسسة، أن إدماج برنامج العلاج باللعب ضمن منظومة الرعاية المتكاملة يعكس رؤية المؤسسة في توفير بيئات آمنة للأطفال ضحايا الإساءة، باعتباره أحد أكثر الأساليب العلاجية فعالية في تمكين الطفل من التعبير عن ذاته ومواجهة التحديات النفسية والسلوكية. ولفتت البحري إلى أن البرنامج يسهم في تعزيز مهارات التواصل وتنمية قدرات التكيف والاندماج الاجتماعي لدى الأطفال، مؤكدة أن الاستثمار في هذا المجال هو استثمار مباشر في رعاية الطفولة وصناعة مستقبل أكثر تماسكًا للمجتمع.

ويهدف البرنامج التدريبي إلى رفع كفاءة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين من خلال تعريفهم بالمفاهيم النظرية والتطبيقات العملية للعلاج باللعب، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتوظيف هذا النوع من العلاج بما يتناسب مع مختلف الفئات العمرية، فضلًا عن تعزيز قدراتهم في التعامل مع الأطفال المعرّضين للصدمات النفسية، بما يسهم في تطوير استراتيجيات مبتكرة لمعالجة المشكلات السلوكية والانفعالية، ويعزز جودة الخدمات المقدمة للأطفال والأسر على حد سواء.

وتتضمن الدورة محاور رئيسية تشمل: التعريف بمفهوم العلاج باللعب وأُسسه العلمية وقيمته العلاجية، وآليات تصميم الألعاب العلاجية الموجهة للفئات العمرية المختلفة، إضافة إلى استعراض أشكال متعددة للعلاج باللعب مثل اللعب الحر والفنون التعبيرية والتشكيل الفني. كما يخصص البرنامج محورًا متخصصًا حول التدخل مع الأطفال المعرّضين للصدمات، يزود المشاركين بأدوات معرفية وعملية للتعامل معهم بكفاءة ومهنية عالية.

ويقدّم الدورة الدكتور أمجد أبو جدي، معالج نفسي ممارس في مقاطعة أونتاريو بكندا ومتخصص في الإرشاد والعلاج باللعب، حيث قدّم برامج تدريبية متقدمة في عدد من الدول العربية، ويعمل ضمن مركز “ريزيلينس” للإرشاد والأبحاث في كندا إلى جانب عمله الأكاديمي بجامعة يوركفيل.

ويعتمد العلاج باللعب على أسس علمية راسخة كونه أحد أبرز أساليب التدخل النفسي الحديثة في تعديل السلوك، إذ أثبتت الدراسات جدواه في تمكين الأطفال من التعبير عن تجاربهم الصادمة ضمن بيئة آمنة تخفف من حدة الانفعالات وتساعدهم على التكيف السليم. كما يسهم هذا النهج العلاجي في تنمية مهارات التواصل وفهم السياق الاجتماعي وتنظيم الانفعالات واتخاذ القرار، إلى جانب تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، بما يرسخ دوره كأداة فاعلة في دعم استقرار المجتمع وتماسكه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة