أصدرت دليل شامل .. مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تطلق حملة رقمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار “صحة الرجل النفسية”

دبي / تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل عام، تأكيدًا على أهمية تعزيز الوعي بأبعاد الصحة النفسية بوصفها جزءًا لا يتجزأ من منظومة الصحة العامة، وتسليط الضوء على دور المؤسسات الوطنية في نشر ثقافة الدعم النفسي والوقاية من الاضطرابات العاطفية والصدمات.
وفي هذا الإطار، أطلقت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال دليل وحملة رقمية متكاملة عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى نشر الوعي بالصحة النفسية وتسليط الضوء على أهمية الدعم الأسري والمجتمعي، تحت شعار “صحة الرجل النفسية”، تأكيدًا على دور الرجل في استقرار الأسرة وتوازن المجتمع
وأكدت الحملة أن وعي الرجل بصحته النفسية واهتمام من حوله بدعمه يجعله أباً حنوناً، وشريكاً متزناً، وعضواً فاعلاً يسهم في بناء أسرة متوازنة ومجتمع أكثر أماناً وصحة. وسلّطت الضوء على أبرز العوامل المؤثرة في صحته النفسية مثل الصورة النمطية للرجولة، وصدمات الطفولة، وضعف الدعم الأسري والمجتمعي، وضغوط العمل والاقتصاد، إلى جانب الصور النمطية الخاطئة التي تعزّز الوصم مثل “الرجال لا يبكون” أو “طلب المساعدة ضعف”.
وشددت المؤسسة على أن الاهتمام بالصحة النفسية للرجل ضرورة أساسية تنعكس إيجابًا على الأسرة والمجتمع، وأن كسر هذه الصور النمطية يسهم في وقايته من الضغوط والاضطرابات النفسية، ويمكّنه من أداء أدواره الأسرية والمجتمعية بوعي واتزان.
كما تطرقت الحملة إلى الصحة النفسية للرجل عبر مراحله العمرية المختلفة، بدءًا من الطفولة والمراهقة وصولاً إلى الشباب والنضج، مؤكدة أن الدعم المبكر والإصغاء دون أحكام يساعدان في تكوين شخصية سوية ومتوازنة. وتناولت أيضًا أهمية دعمه كأبٍ وزوجٍ وأخٍ وجدّ، من خلال التقدير والمشاركة والتواصل الإنساني الذي يعزز ثقته بنفسه ويخفف من شعوره بالوحدة أو الضغط المستمر.
وعلى الصعيد نفسه. أصدرت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال دليلًا رقميًا بعنوان «دليل الصحة النفسية للرجل عبر مراحله العمرية»، يهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بصحة الرجل النفسية وتسليط الضوء على أهميتها في مختلف مراحله الحياتية، وتعزيز الفهم والدعم على مستوى الأسرة والمجتمع.
ويؤكد الدليل أن الرجل ليس مجرد فرد في الأسرة، بل هو ابن وأخ وزوج وأب، وأن الصور النمطية التي تقوم على الصلابة والصمت تحجب احتياجاته النفسية، مشيرًا إلى أن الاهتمام بصحة الرجل النفسية هو دعم لقوته الحقيقية.
ويتناول الدليل العوامل المؤثرة على الصحة النفسية للرجل، وأبرزها الصور النمطية للرجولة، الصدمات الطفولية غير المعالجة، الدعم الأسري والمجتمعي، والضغوط الاقتصادية، كما يسلط الضوء على أهمية توفير بيئة آمنة للحوار والتعبير في كل مرحلة من حياته.
ويخلص الدليل إلى أن صحة الرجل النفسية مسؤولية مشتركة، وأن الرجل الذي يُمنح الدعم والمساحة للتعبير عن مشاعره يصبح أكثر وعيًا بنفسه وبمن حوله، ويسهم في بناء أسرة متوازنة ومجتمع أكثر استقرارًا وأمانًا
وأكدت سعادة شيخة سعيد المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال للإنابة أن
مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تولي اهتماماً بالغاً ببرامج العلاج والدعم النفسي ضمن منظومة خدماتها المتكاملة، إذ تضم فرقاً متخصصة من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتقديم جلسات علاجية للحالات المتأثرة بالعنف أو الإساءة أو الصدمات النفسية، في بيئة تراعي الخصوصية والسرية التامة.
وأشارت إلى أن المؤسسة تعمل على تعزيز مفهوم الوقاية النفسية من خلال جلسات الإرشاد الفردي والجماعي، وبرامج إعادة التأهيل وورش العمل التي تُسهم في بناء الثقة بالنفس وتطوير مهارات التكيّف الإيجابي. وتكثّف المؤسسة جهودها لنشر ثقافة الدعم النفسي عبر حملات إعلامية ومبادرات مجتمعية تشجع على طلب المساعدة مبكرًا وتحد من الوصمة المرتبطة بالعلاج النفسي.
وأوضحت أن الحفاظ على الصحة النفسية يبدأ من اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن يحد من مسببات التوتر، مشددة على أهمية بناء علاقات اجتماعية إيجابية مع الأسرة والأصدقاء.
ودعت المنصوري إلى عدم التردد في طلب الدعم النفسي أو الاستشارة الطبية عند الحاجة، والتعامل مع الصحة النفسية بوصفها أولوية إنسانية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.
وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا في تقنيات علاج الاضطرابات النفسية، ما ساهم في رفع الوعي وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة دون خوف أو تردد. منوهة أنه حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو واحد من كل ثمانية أشخاص حول العالم من اضطراب نفسي، ما يجعل الاهتمام بالصحة النفسية مسؤولية إنسانية ومجتمعية مشتركة.
واختتمت سعادتها بقولها: إن الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في الإنسان أولاً، وفي استقرار الأسرة والمجتمع ثانياً، فكل دعم نقدمه اليوم هو خطوة نحو غدٍ أكثر توازناً ورحمة للجميع








