الفن

مخرجون عرب في “بريدج 2025”: السينما تدخل عصر الذكاء الاصطناعي دون أن تفقد روحها الإنسانية

أبوظبي في 10 ديسمبر/ وام / استضافت قمة بريدج 2025 في يومها الثالث ثلاثة من أبرز المخرجين العرب ؛ رامي إمام، ونهلة الفهد، وعادل أديب، في جلسة حوارية ناقشت كيف يمكن للسينما العربية أن تنتقل إلى آفاق جديدة عبر دمج التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، مع الإبداع البشري والقصص الإنسانية التي تميّز المنطقة.

وتناول المتحدثون خلال الجلسة، التي أدارها الإعلامي محمد منير، جملة من التحولات التي تعيد تشكيل علاقة الجمهور بالمحتوى البصري، مؤكدين أن المستقبل لن يصنعه امتلاك التكنولوجيا وحدها، بل القدرة على توظيفها لابتكار تجارب سينمائية مؤثرة، تستجيب لذائقة الأجيال الجديدة وتواكب بيئة الإنتاج المتسارعة في دولة الإمارات والمنطقة.

واستهل المخرج المصري رامي إمام حديثه بالإشادة بقمة بريدج 2025 قائلاً: بريدج ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل منصة وجسراً حقيقياً يربط الصناعات التقليدية بالتقنيات الحديثة، وتشكل مساحة للتفاعل المثمر بين المبتكرين والمستفيدين من التكنولوجيا.

وتطرق للحديث عن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والإنتاج الفني، إذ يرى أن التحدي الحقيقي لا يكمنُ في امتلاك الأدوات المتطورة وحدها، بل في القدرة على ابتكار محتوى فني متميز يُثير تفاعل الجمهور المستهدف، وأوضح إمام أن فهم طبيعة الجمهور -سواء كان من جيل Z وجيل ألفا أو الفئات الأكبر سنًا- يعد مفتاح النجاح لأي تجربة سينمائية أو عرض غامر.

وشدد في ختام حديثه على أن العنصر البشري المبدع لا يمكن تعويضه، وأن العلامة الفاصلة في أي عمل فني هي تفاعل المشاهد واستجابته، ما يجعل تجربة الجمهور محور أي ابتكار.

من جانبها تطرقت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد إلى أهمية معرفة من يشغل الأدوات ومن يتلقى محتواها، مشيرة إلى أن السوق اليوم يشهد زخمًا هائلًا من المواد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، ما يجعل -وفق رأيها- السرعة والجودة في تقديم المحتوى عوامل حاسمة بالنسبة للأجيال الجديدة.

وأوضحت أن الصورة والمحتوى والفكرة يجب أن تُقدّم بطريقة متكاملة وسريعة لتلبية توقعات الجمهور، وهو ما يتطلب من صانعي السينما أن يكونوا منفتحين على كل جديد.

وأشارت إلى أن البنية التحتية في الإمارات العربية المتحدة متقدمة ومجهزة بالكامل، من استوديوهات إلى فرق كتابة ذات خبرة طويلة وسخاء إنتاجي كبير، لكنها شددتْ على أهمية انعقاد ورش عمل تفاعلية دائمة، تجمع العاملين في الصناعة لمناقشة كيفية تكييف السيناريوهات مع هذه التقنيات الحديثة، لضمان أن يكون استخدام التكنولوجيا ذا قيمة حقيقية وليس مجرد استعراض للتقنيات.

من جانبه أكدّ المخرج المصري عادل أديب أن الإمارات تعد نموذجًا متقدمًا عالميًا في ابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يمنح صناعة السينما العربية فرصة نادرة لاستيعاب التكنولوجيا بشكل عقلاني ومثمر، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والقصص الإنسانية التي تميز المنطقة، لكنه شدد على أن نجاح التجارب الحديثة لا يعتمد على التقنية وحدها، بل على كيفية تسويق المنتج بشكل فعّال.

وعن مستقبل السينما في شكلها التقليدي في عصر الـ VR أوضح أديب أن العلاقة بين الجمهور والسينما هي علاقة طويلة ووثيقة ولا يمكن أن تنتهي، وستظل موجودة مهما ظهرت تقنيات جديدة، لأن التفاعل الإنساني مع السينما يظل جوهر التجربة. كما أشار إلى أن دمج الألعاب والفنون التفاعلية مع السينما يحتاج إلى تسويق ذكي ومباشر يوضح قيمة التجربة للمشاهد، ويخلق جمهورًا متفاعلًا يشارك في العملية الإبداعية منذ بدايتها.

وأوضح أديب أن الإبداع العربي يكمن في قصصه الإنسانية وقدرته على المزج بين الأصالة والتجربة الجديدة، مؤكّدًا أن التقنية هي أداة، والنجاح يعتمد على أن يكون المنتج متوافقًا مع الثقافة المحلية ومستعدًا لمواجهة تحديات التكاليف العالية والإنتاج الغامر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة